ضَاعَتْ مَعَالِمُ تَأْرِيخِي وَأَمْجَادِي
لَمَّا تَخَاذَلَ أَبْنَائِي وَأَحْفَادِي
وَاسْتَبْدَلُوا بِي لِسَانًا لَسْتُ أَعْرِفُهُ
وَلَيْسَ فِيمَا اسْتَعَاضُوا رَوْنَقُ الضَّادِ
إِنِّي أَكَادُ أَشُقُّ الْكَوْنَ نَادِبَةً
وَيْلِي عَلَى مَنْ رَعَانِي مُنْذُ مِيلاَدِي
وَيْلِي عَلَى عَهْدِ عِزٍّ يَوْمَ كُنْتُ بِهِ
تَاجَ الْفَصَاحَةِ فِي هَامَاتِ أَوْلاَدِي
كَمْ فَاخَرَتْ بِي فُحُولٌ يَوْمَ أَنْ عُقِدَتْ
بِالْمَجْدِ أَلْوِيَةٌ مِنْ وَحْيِ إِنْشَادِي
وَكَمْ تَسَامَى فَصِيحٌ فِي عَشِيرَتِهِ
حَتَّى غَدَا سَيِّدًا لِلْحَيِّ وَالنَّادِي
هَذَا امْرُؤُ الْقَيْسِ وَالْبَكْرِيُّ بِي حُفِظَتْ
أَشْعَارُهُمْ وَتَنَامَتْ مُنْذُ آمَادِ
لَوْلاَيَ مَا عَرَفُوا قُسَّ بْنَ سَاعِدَةٍ
وَلاَ رَوَوْا عَنْ عُكَاظٍ شِعْرَ رُوَّادِي
وَكَمْ هَزَزْتُ قُلُوبًا أُطْرِبَتْ فَغَدَتْ
سَكْرَى بِنَغْمَةِ لَفْظِي مَا شَدَا الشَّادِي
أَطْرَبْتُ حَتَّى صِعَابَ الْعِيرِ فَانْطَلَقَتْ
تَهُزُّهَا فِي الصَّحَارِي رَنَّةُ الْحَادِي
حَتَّى امْتَلأْتُ شَبَابًا وَاسْتَوَيْتُ عَلَى
سُوقِي شَرُفْتُ بِوَحْيِ الْخَالِقِ الْهَادِي
فَكُنْتُ نُورًا عَلَى نُورٍ وَخَلَّدَنِي
آيُ الْكِتَابِ فَلاَ أَبْلَى بِتَرْدَادِي